ذاكرة المكان
في أحضان شوارع البلدة القديمة في حي الزيتون، تقع كنيسة قديس برفيريوس في الجهة الجنوبية بجانب مسجد كاتب ولاية، نقطة تلاقٍ للأديان بروح تسامح عبقة تجمع المسيحيين بجانب المسلمين. هذه الكنيسة تشكل “طوق النجاة لكل من يدخلها”، يقول كامل عياد، مسؤول العلاقات العامة في الكنيسة. ويشير بطوق النجاة إلى سفينة سيدنا نوح التي اتخذت الكنيسة من هيكلها نمط في بناء مبناها، اختيار لا يعكس الجمال المعماري فقط، بل يعكس الترابط العميق بين الديانات السماوية وقيم النجاة
يصف عياد بوابة الكنيسة بأنها لوحة تذكره بالتاريخ العتيق للكنيسة التي جرى ترميمها عام 1856م، كما تروي النقوش العربية واليونانية التي تملأ بوابتها ذكرى المهندس المسؤول آنذاك. يُعتبر الهيكل أقدس منطقة فيها، حيث يحتضن بداخله الإنجيل المقدس ويخصص للكاهن من أجل قضاء الطقوس الدينية، أما سقفها يرتكز على أعمدة رخامية ضخمة، في حين الأعمدة العرضية البارزة بين جدران الكنيسة ذات الحجر السكري “سبباً في متانة مبنى الكنيسة حتى اليوم منذ 1600عام”، بحسب عياد.
تحولت جزء من جدران مباني الكنيسة إلى أكوام من الحجارة والرماد عندما تعرضت للغارات الإسرائيلية، 19 أكتوبر الماضي، دفنت تحتها أرواحاً لجأت للاحتماء بها نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي دخل شهره السادس في وتيرة متصاعدة، يطال فيه البشر، الشجر، والحجر، يقتلع الماضي ويدمر الحاضر ويبتر المستقبل. لم يكتف الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على القطاع بإراقة دماء أكثر من 38 ألف من المدنيين، ونسف بيوت وأحياء سكنية بأكملها، وتجريف وتدمير البنى التحتية فحسب، بل قام بأضرار لا يمكن إصلاحها، أضرار تهدد الوجود الفلسطيني، تتمثل في تدمير كل ما يشهد على تاريخ القطاع وهوية شعبه، وقتل كل من يسعى في تدوين وتشكيل هذا الإرث، في محاولة لكي الوعي الثقافي الفلسطيني، ومحي أي ارتباط بين الشعب وتراثه وتاريخه.
من جانبه، يؤكد الدكتور عصام نصار، الأكاديمي والمؤرخ الفلسطيني، أن إسرائيل لديها مشروع من قبل تأسيسها يرتكز على إثبات أحقيتها التاريخية في فلسطين عبر استخدام أي أثار ترتبط باليهود، مضيفاً أن “إسرائيل ليس لديها أي اهتمام حقيقي بالحفاظ على تراث غير يهودي، لذلك تستهدف الأماكن التاريخية غير المرتبطة بالتاريخ اليهودي، وهذه عملية ممنهجة ليس فقط لتدمير الشعب الفلسطيني ومؤسساته أو حتى تهجيره، بل لمحو أثار لأي تاريخ آخر في المكان”.
وبحسب تقرير وزارة الثقافة الفلسطينية الرابع، فإن 44 كاتبًا وفنانًا وناشطًا في حقل الثقافة استُشهدوا خلال الأشهر الأربعة الأولى من الحرب. فضلاً عن هدم ما يقارب 195 مبناً تاريخيًّا يقع أغلبها في مدينة غزة بشكل جزئي أو كامل، بجانب تضرر 9 مواقع تراثية و10 مساجد وكنائس تاريخية تشكل جزءًا من ذاكرة القطاع.
اتخذ عياد وعائلته من الكنيسة ملجأ للاحتماء بداخلها من الغارات الإسرائيلية المدمرة إيماناً بتمتعها بحماية دولية، فلم تكن هذه المرة الأولى لهم للاحتماء بأروقتها، حيث لجأوا إليها خلال العدوان الإسرائيلي عام 2014 برفقة عائلات مسيحية، وعدد من العائلات المسلمة التي هُجرت آنذاك من منطقة الشجاعية خلال شهر رمضان، “اعتدنا على الاحتماء بالكنيسة وقت العدوان لأنها مكان للعبادة، ومن المستحيل استهدافها”، يوضح عياد.
لم تكن الكنيسة مجرد مبنى من الحجارة للعبادة، بل كانت بمثابة البيت الذي شهد على جميع مناسبات عائلة عياد السعيدة وآخرها الحزينة، كانت الكنيسة البيت الأول الذي عاش فيه جده حتى عام 1961م، والشاهدة على مراحل حياته المختلفة: بداية من تعميده طفلاً، ثم خطوبته من زوجته بسمة، إلى تعميد أطفاله فيها، كانت البيت والملجأ له في كل وقت، بحسب عياد.
يحفظ عياد تفاصيل الكنيسة عن ظهر قلب، لم يكن العمل فيها مجرد عمل روتيني لسد أحد احتياجات الحياة، بل كان نابعاً من ارتباط وثيق بها، وانتماء لتاريخها الذي يرويه بشغف لكل من يخطو بداخلها، أو يحدث الآخرين به حتى خارج ساعات العمل. لم تكن التفاصيل له مجرد أحجار وأعمدة ورسومات، بل هي جزء من هويته المسيحية الفلسطينية، “هذه الكنيسة مرتبطة بطفولتي وشبابي ومعتقداتي، هي جزء لا يتجزأ من التاريخ المسيحي في غزة”، يؤكد عياد.
على الصعيد ذاته، أشار نصار إلى أن الكثير من الأعمال الفنية يكون إلهامها مستمد من عمارة المواقع التاريخية في فلسطين، أو من رموز تعود إلى حضارات قديمة كطائر الفنينق الذي يرجع إلى زمن الكنعانيين، أو حتى من النباتات كالزيتون الذي أصبح مرتبطاً بالوطن، مبيناً أن الفلسطينيين هم الشعب الأصلي في فلسطين، وكل جزء منها مهم في تاريخهم وهويتهم.
ويشدد نصار على أن كل ما يتعلق بفلسطين هو تراث لفلسطين وأهلها، حتى لو كانت هذه الأماكن أو الرموز دينية تعود إلى الحقبة الرومانية والبيزنطية أو حتى ترتبط بالتاريخ اليهودي، وما ترك المماليك والعثمانيين من أثار كالبيوت والمساجد والكنائس القائمة حتى اليوم، “تعكس أن الفلسطيني متجذر أصله بجميع هذه الحضارات القديمة وثقافتها وعاداتها، فهي رموز لهوية جمعية فلسطينية”، يتابع نصار.
ذاكرة الأجيال تتأثر وتختلف مع الوقت، ولكل جيل ذاكرة تختلف عما سبقه في ظل الاحتلال الإسرائيلي وممارساته الذي يحاول طمس التاريخ الفلسطيني، ولكي يستمر تاريخ هذه المواقع يجب أن يكون هناك دور بارز من قبل الجهات المختصة في عرض تاريخها القديم وتفاصيلها وأماكن تواجدها، حتى لو تعرضت للدمار الكلي أو الجزئي
الملاذ الأمن
كان لكل زاوية في هذا الصرح الديني التاريخي ذكرى معلقة في قلب عياد، ولعل أبرزها في فترة طفولته وقت الاحتفال بأعياد الميلاد، التي تبدأ بتزيين شجرة الميلاد داخل الكنيسة بالحلي والأكاليل وحلوى القصب، والحصول على الهدايا من بابا نويل، وصلاة العيد صباحاً وما يرافقها من تبادل المعايدات مع الآخرين، “أجمل ما أتذكره بهذا المكان خلال طفولتي عندما اعتدت أن أزور بصحبة والداي جميع الأقارب والأصدقاء بعد صلاة العيد، أغلب المسيحيين كانوا يعيشون حول الكنيسة في ذلك الوقت”، يقول عياد.
وعندما يطغى على جميع الذكريات السعيدة في المكان المرتبط بطفولة عياد وحياته، ذكرى واحدة كفيلة لاستحضار كل مشاعر الألم والحزن والفقد، فمن الصعب عليه أن يدخل الكنيسة دون استحضار الثواني المعدودة من القصف، ونداءات الاستغاثة، ولحظات دفن أقاربه في الكنيسة، حيث تحول كل ركن فيها مشحون بالذكرى المؤلمة، ذكرى استشهاد ابنة أخته وعائلتها بداخلها.
في هذا السياق يؤكد نصار أن الكتابة للتاريخ الفلسطيني تركز على المجازر والثورات، على البطولة والكارثة دون الأخذ بعين الاعتبار لما تم تدميره من مواقع قديمة ولما تم تشويه في ذاكرة الفلسطيني المرتبطة بها قبل استهدافها، مضيفاً أن “ذاكرتنا للمواقع القديمة هي ذاكرة ممتدة منذ أجدادنا، ويجب أن تكون هناك معرفة تفصيلية بالأرض والمكان والزمان وما كان عليها وما حل بها”.
من جهته، يرى عياد أن “استهداف الكنيسة هو انتقام من الوجود والإنسان الفلسطيني، وتدمير لهويته”، مفيداً أن الخطر المحدق بالأماكن التاريخية سينعكس على الروابط الثقافية والتاريخية للأجيال القادمة بتلك الأماكن، حيث تدميرها هو تدمير لأحقية أجداده وما بعدهم بالأرض.
تعتبر كنيسة القديس برفيريوس ثالث أقدم كنيسة في العالم، وأهم ما يميزها أن قدمي الزائر تلامس أرضية مدينة غزة القديمة المدفونة قبل 1600عام عند النزول ما يقارب عشر درجات من مستوى الأرض، مما يجعلها إرثاً دينياً وثقافياً غنياً متجذرة في أروقة الزمان التي شهدت تغيرات وتحولات عدة، وما زالت تحافظ على جاذبيتها وسحرها كنقطة تجمع بين الماضي والحاضر، وفقاً لعياد.
يعكس سقف الكنيسة حكايات روحانية من التاريخ المسيحي بأيقونات تتجاوز حدود الزمان والمكان، “جزء يروي حكايا النبي موسى والعهد القديم، وجزء يروي حكايا العهد الجديد والسيد المسيح وصلبه وقيامته وتلاميذ المسيح وبشارته، ومريم العذراء، وصعود المسيح إلى السماء” يشير عياد، بينما تحتضن جدرانها رموز دينية تقص حكايات بعض القديسين كالقديسة هيلانا وابنها قسطنطين، والقديس هيلاريون المولود في غزة ويعتبر أبا الرهبنة في فلسطين، مؤسس دير القديس هيلاريون في وسط قطاع غزة.
وطن وحضارة دفينة
فوق تلة مرتفعة من الرمال وعلى بعد 500 م من ساحل بحر مخيم النصيرات، يقع موقع دير القديس هيلاريون- تل أم عامر الأثري- على مساحة 20 ألف متر مربع، أول وأقدم وأكبر الأديرة التي بنيت في فلسطين، إذ يرجع تاريخه إلى سنة 329 عندما أقام القديس هيلاريون أول صومعة له للتنسك في تلك البقعة.
سارة ك. كانت إحدى العاملين في مشروع ترميم الدير، وبعد تخرجها من برنامج التاريخ والآثار حظيت بتجربة تصفها على أنها “الأعظم” في مسيرتها المهنية. لم تحظ سارة خلال دراستها على تجربة تطبيق عملية حقيقية، وكانت تجربة ترميم دير سانت هيلاريون والتنقيب عن الآثار هي الأولى لها في هذا المجال، تجربة عززت ارتباطها بوطنها فلسطين، “كنت أشعر أنني أقدم شيء لوطني، من خلال الكشف عن الحضارات التي مرت على أرض غزة، والكشف من خلال الحفريات عن آثار مدفونة تعكس تاريخ المدينة الممتد قديما”، تقول سارة.
يُرجِع الدير زواره إلى ما يقارب 1700 عام إلى الوراء، حيث الحضارة البيزنطية تتجلى في مرافقه الأثرية المتنوعة، ما بين أنقاض الكنيستين وقاعات للعماد وأخرى للطعام، مروراً بالمرافق الصحية والأرضيات المصنوعة من الفسيفساء الملونة والمزينة بالرسوم والنقوش المختلفة، وحمامات بخارية كبيرة وفناء واسع يتوسطه نافورة، وغرفة الديماس (غرفة تحت الأرض) للرهبان من أجل التعبد.
وأن تكتشف آثار من كانوا مقيمين في نفس البقعة التي تعيش عليها هو أمر يجعل سارة تشعر “بالجمال والرهبة في ذات الوقت”، فلا يعرف الشخص المعنى الحقيقي للتاريخ والوطن برأي سارة إلا عندما يقوم باكتشاف كل ما هو دفين عن الحضارات التي مرت في ذات المكان التي تعيش فيه، ودون ذلك يبقى الشخص حبيس أسماء الأماكن والمواقع فقط، على حد تعبيرها.
من ناحيته، يشير نصار إلى أن ما تضرر أو دمر في مثل هذه المواقع بفعل المتفجرات قد تم فقدانه للأبد، ومن الصعب ترميمه على عكس الضرر الناجم من الطبيعة، ويعتبر نصار أن تدمير المواقع الأثرية “سياسية إسرائيلية تجلت في ممارساتها وخطابها الصهيوني الذي ينفينا من أرض الوطن، والتعامل معنا كعابرين عليها جاؤوا من بقاع الأرض المختلفة”.
كانت عمليات الحفر أكثر الأعمال المحببة لسارة بمواقع الدير المختلفة بالرغم من احتياجه إلى جهد كبير، فلم تكن تكل أو تمل من ممارسة العمل، بل كانت الدهشة تعود لها في كل مرة تكتشف فيها آثر يعود لعصر روماني أو بيزنطي ما يدفعها إلى الاستمرار في العمل تحت أشعة الشمس الحارقة، “عندما كنت أجد زجاجات عطر أو دواء أو فخاريات لتبريد المياه، أتفاجئ أن في ذلك الوقت كان لديهم القدرة على صناعتها بشكل حرفي عال وجميل”، توضح سارة.
في كل مرة تأملت أعين سارة أرضية الغرف المغطاة بلوحات الفسيفساء الجميلة ذات التفاصيل الدقيقة، تتدفق تساؤلاتها عن كيفية قدرة الإنسان القديم على صنعها بدقة وإتقان وتناسق في ألوانها دون الحاجة إلى استخدام برامج هندسية حديثة. بالنسبة لها كان قسم الحمامات المكان الأكثر إثارة في الدير، إذ يتكون من ثلاث أحواض ماء، حوض مياه ساخن، حوض مياه فاتر، حوض مياه بارد، من أجل أن يتعرض الشخص لدرجات الحرارة تدريجياً للحفاظ على صحته، مشددةً على أن دقة الهندسة المعمارية في زوايا الدير تجعل الشخص يستشعر عظمة تاريخ المكان.
وتعتقد سارة أن الأماكن ترتبط بذاكرة الإنسان بشعور معين، إلا أن مشاعرها المرتبطة بالدير مختلفة، حيث يتمتع كل قسم بشعور يميزه عن غيره، فعند دخولها إلى غرفة الديماس المعتمة يتملكها شعور الرهبة، أما الانبهار فكان يراودها في كل مرة ترى لوحات الفسيفساء الصامتة والملونة، بينما شعور الاتساع والراحة كان مصاحبا لها عندما تصل إلى الفناء الواسع.
برأي سارة أن الأماكن التاريخية لا تقتصر في غزة على تلك التي نعرفها والقائمة فوق الأرض كالبلدة القديمة وما تحتضنه من مساجد وكنائس وبيوت أثرية، بل ترى أن هناك آثار دفينة في غزة، لا تكتشف إلا من خلال الحفر. “عندما يحفر الشخص بأي مكان في غزة سيجد شيء من الآثار، وذلك لأن غزة من أقدم مدن العالم وتحتوي على كنوز دفينة في باطنها لم تكتشف بعد”، توضح سارة.
وبالرغم من إعلان الخارجية الفلسطينية في 15 ديسمبر 2023 إدراج الدير على لائحة اليونسكو للحماية المعززة للممتلكات الثقافية خلال العدوان الحالي، تعرضت محتويات الموقع إلى أضرار جزئية بفعل الغارات الإسرائيلية عليه. وفي هذا السياق تقول سارة إن أكبر خسارة هي حصر غزة بالوضع الإنساني الكارثي، حيث يعتقد معظم الناس بالخارج أن غزة مرتبطة بالحصار والفقر، ولكن في الحقيقة غزة غنية بالكثير من المواقع الأثرية والتاريخية، وأن هناك غزة أخرى مدفونة تحت غزة الحالية، مليئة بالكنائس والمساجد، والمباني التاريخية.
ويفيد نصار أن ذاكرة الأجيال تتأثر وتختلف مع الوقت، ولكل جيل ذاكرة تختلف عما سبقه في ظل الاحتلال الإسرائيلي وممارساته ومحاولته لطمس التاريخ الفلسطيني، ولكي يستمر تاريخ هذه المواقع يجب أن يكون هناك دور بارز من قبل الجهات المختصة في عرض تاريخها القديم وتفاصيلها وأماكن تواجدها، حتى لو تعرضت للدمار الكلي أو الجزئي.
خلال العمل في الدير حرصت سارة وزميلاتها أن تخلق تجربة حقيقة لطلاب المدارس الذين يترددون عليه خلال رحلاتهم المدرسية، “أنا وزميلاتي كنا نتجنب أن يقتصر الشرح على الجانب النظري، بل كنا نحرص على جعل التجربة استثنائية للطلاب وأن نمدهم بالفرصة لإشباع فضولهم بالتجربة والمشاركة مع فريق العمل”، تضيف سارة.
وكحال أي مكان في قطاع غزة، تعرضت معظم المواقع التاريخية إلى استهداف إسرائيلي سبب فيها ضرراً كلياً أو جزئياً، تروي سارة أن قلبها يتحطم في كل مرة ترى صورة الدمار الذي حل بالأماكن التي اعتادت أن تعمل بها، أو حتى تزورها، حيث تصف دمار المواقع الأثرية مثل “حلم لا يصدق، فكل مرة أقلب الصور على هاتفي يستوطنني شعور أن هناك عالم آخر انتهى كلياً بعدما خيم الدمار على عدد من الأماكن العريقة”.
وتؤكد على أن ضرراً كبيراً سيلحق بالأجيال القادمة التي ستفقد ارتباطها بالمكان، لأنهم لن يحظوا بفرصة التعرف على حضارتهم وتاريخهم الممتد منذ القدم نتيجة استهداف وتدمير الأماكن التاريخية في غزة.
علا وشاح، صحفية فلسطينية
28 مارس 2024